عتبات العشق الاولى كمتصوّف مخمور


       في ظلّ الدم المسكوب في شوارع الوطن و الاشلاء المرمية على شاطئ البحر الابيض المتوسط و هذا الارهاب الذي يحاصر نوافذ التونسيين لا يسعنا الا ان نقول " مطر تصب على شوارع المدينة بعد نهار تعب في ليلة حزينة و بحكايات المحبة تتعذّى ليالينا و في لية حب مطر نصب " 
    الحب دفتر يعيد الينا انسانيتنا تلك التي تربينا عليها في احضان امهات اول ككلامها " ايجا نبوسك مااحلاك " و اخر كلامها " رد بالك على روحك و ربي يحميك و اقرا على روحك باش تكبر و تنفع روحك و غيرك و بلادك " ، الحب دفتر المتعبين في ثنايا القرية المنسية ، الحب حقيقتنا الوحيدة ، الحب عفوا درويش هو ليس كذبتنا الصادقة بل صدقنا الابدي .
    الحب محبرة كاتب تهديه روح الكتابة و تقشع عنه احساس الرتابة . الحب زنبقة القلب و زيتونة الامل . الحب خمرتنا الزلال .
    نحن على عتبات العشق الاولى كمتصوّف مخمور يخرج الرصاص من بنادق المجرمين المهزومين شياطين الرعب و الشرور جميعها  ليموت الانسان بلا ذنب و لا اي شيء . نكتب لنناهض كل ما من شأنه ان يزرع الكره بيننا كانسان فالكتابة كالحب تعيننا على الحلم و الامل .
     نشرات الاخبار مرعبة هذا المساء ، كل الصور دماء و دماء فقط حضن العائلة و الحبيبة بوصلة للبسمة و للتفاؤل .
     " الثورة تنهزم فقط عندما تموت في قلوب الناس القيم التي قامت من اجلها " ، قيم الحرية و الانعتاق و مناهضة الاستبداد ، قيم الحب . الحب لم يكن ابدا هزل في اوله و جد في نهايته و لا اجمله اوّله ، الحب اكسيجين ، الحب قرافيتي عفوية على جدران الثورة ، الحب رقصة مجنونة تحت زخات المطر ، الحب ...
الحب انني " اضع منذ سنين يدي على فم حبيبتي ، و تضع حبيبتي يدها على فمي ، كي لا نوقظ شهقة احدنا " ، ربما نمارس الاشياء و نخجل من الصوت ، من الجار ينصت الينا . الحب حقيقة ان نصرخ و نترك اهات الحب تتجاوز الجدران توقظ الجار ، يتساؤل هم يحبون و انا نسيتها حبيبتي ، يقفز من على سريره و يصرخ كصراخنا " يا حبيبة القلب اهديك قبلاتي و جسدي و جنوني " و يطلق الجيران صرخاتهم ، تلتقي الصرخات و يتعالى ضجيج الحي الشعبي . في صباح اليوم التالي ينظر الجيران بعضهم بعضا يبتسمون ثم يقهقهون و يصرخون " تعالى جنّني قليلا ... اخفت قليلا من فرحك بالحلوى و ملابس العيد . ضع شفتيك حولي بقسوة الحنونين . سيجيء المعنى الخالص من النوم. النوم المخلص من المعنى الخائف..."*





* اقتباسات من كتابات لادم فتحي 

0 commentaires:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Affiliate Network Reviews