اذن لنتحدث قليلا عن فيلم " على هذه الارض " للمخرج
عبد الله يحيى
صدقوني كل الصور عشتها و اتقنها جدا لنتحدث عن التلميذ صاحب
" الشلاكة البلاستيكية " ، حين رأيتها افتكرت " صندال البلاستيك الاصفر
" كالعقرب الذي كنت البسه صيفا شتاءا بلا جورب و ان وجد الجورب فهو مثقوب مثقوب
، اتذكر ان بثينة اختي الكبرى كان صندالها اي حذاؤها البلاستيكي اسود ، ابي حين اراد
ان يميز بيننا اهداني الاصفر و اهداها الاسود .
اتذكرون ذلك الشيخ و معزاته تقريبا كان ابي ، اتذكرون حين
كان يحميهم من شعاع الشمس تحت الكريطة تقريبا " نحن هنا " و طبعا هذه العبارة
للمخرج المبدع . اتذكرون ذلك الشيخ الذي يضع " كبوسه " فوق ساقه و يتحدث
بطلاقة تقريبا هو عمي حمادي . اتذكرون الشيخ المضرب عن الطعام تقريبا هو نفسه عمي احمد
رحمه الله . اتذكرون تلك المرأة و الوشم يغطي وجهها و تتحدث بشجاعة لا تنتهي ، انها
امي تقريبا .
اه عبد الله كيف لعين مثلك ان تحيا زمن الخمول و الرجوع و
الرداءة و العباءة ؟
اطلس المقاومة و هذا العناد الابدي من اجل غد لن يكون الا
ممكنا ، تقريبا هو الفيلم ، و تقريبا هي الشجرة التي يجالسها الطفل دائما ضاربة بعروقها
في باطن الارض باحثة عن ثراء المياه ،تجاوزت الزيتون الذي علمونا انه احسن النبات ،
هو قد يبس و لم يصمد و هي بقيت خضراء مترامية الجذوع كعروس البيئة القاحلة .
اه عبد الله كيف ليداك التي كتبت الفكرة ان تحيا زمن المكتبات
المقفرة و الكاتب المقصي و المخصيّ و الجرائد الاخبارية جدا و الفايسبوك باكتيريا الهراء
؟
من اوحى لك بالسفر هناك ، كيف كنت تعلم ان هندسة المقاومة
الانسانية تبنى هناك ؟ كيف اوحت لك فكرة القطار ان ترسم رحلة للزمن و التحدي ، حين
تركت الصبي يجري حذو القطار ، يواصل جريه ثم يقف ، كيف قلت لنا " امين البكوش
في صدرو " و صراعنا مع المكننة لن يتواصل ، ماكينة الانظمة طبعا ؟
للفيلم مسار و تواصل و حركة و منذ بدايته كانت الصورة تقترب
و تقترب و تقترب و كان الاسفلت ظاهرا و مكشوفا و لم تكن الوجوه و الايادي و وورقات
الشعارات مكشوفة جداو كانه يقول و طبعا المخرج اقصد ، يا ميكروفيزيائية السلطة لنا
ميكروفيزيائية المقاومة و الصمود ، يتتابع المفهومين مقاومة و صمود و نقصد مانقول
.
في تلك الارض كنت قد اقمت حفرياتا اثرية في اطار الدراسة
طبعا ، هههه ليس خارجها لان القانون التونسي يمنع ذلك حسب مجلة حماية التراث ، في تلك
البلاد كانت المعجزة العلمية و التاريخية فعلا و الى الان لا اعرف لماذا بقيت البحوث
طيّ النسيان ، لقد تم اكتشاف ان التسلسل الحضاري لماقبل التاريخ في العالم خاطئ لان
الحضارة الموستيرية ليست ابدا سابقة للاتيرية بل هي متلازمة معها و طبعا شكرا للباحثين
المهمين جدا كلطفي و نبيهة و صوفي .
لنعد الى الفيلم ، الحلم و الممكن تواجدا نعم و كان عبد الله
يحيا يقول كما قال درويش ذات مرة " تمسكوا بالماء يا ابناء اغنيتي " ، يقول
تمسكوا بالعناد و الامل يا ابناء الارض الجدباء فانتم الاصحاء دوما و انتم الواقعيّون
حد الثورة و انتم التضحية حد الحياة .
على هذه الارض :
العين عياء المفقّرين غصبا
اللاء الرفض دوما
الياء " يمين البكوش في صدرو "
الهاء هنا نحن مازلنا
الذال ذات مرّة انتفضنا
الالف اه
اللام لألؤ البشارة
الالف ايا تُرى
الراء هي الرؤية
و الضاد نتقنها لان اللغات احيانا تكون انسانية و احيانا
اخرى جسر للعبور فقط
لن يتم العبور هنا و هناك نقف ، حيث القطار محملا بخيرات
الحوض المنجمي و حيث تجربة التعاضد تفشل في جغرافيا ما و حيث الطفل الحالم و ابيه السجين
.
يتراكم الكمّ الهائل من الصور و الوصايا فعلى هذا الفيلم مايستحق كتابة الف وورواية ...
يتبع
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire